مقامات كزوال

مقامات كزوال

الحمد لله الذي لم يجعل لنا من الأمر محال، وكره لنا الإذلال، ودوام الامتثال، والعيش دون شسع النعال.
الحمد لله الذي كرم الرجال، وأودعهم غريزة الانفعال، وسرعة الاشتعال، ويسر كزوال، وساوى في ذلك الفقير وصاحب المال.
أما بعد فإن العناد، بلاء أصاب العباد وسلكوا فيه طرقا قدادا، فمثلا ظاهرة الفساد ليست بالضرورة مجانبة الرشاد، وتعمد سوء الاجتهاد، ونهب خيرات البلاد، لضمان مستقبل الأولاد وإدمان الازدياد، لذات الازدياد، ولو كلف الجلاد.
لكنها تجاوز المستطاع، كيما يطعم الجياع، أرزا صالحا وسمكا لا يباع، وتقسيم الأراضي والضياع، وتقوية جيش الدفاع، حتى لا يكون الإرهاب أمرا مشاع.
إنها إصلاح ذات البين، وتعليم البنات والبنين، وتوظيف العاطلين، وبذل ما في اليدين لشفاء المصابين وحتى قول آمين.
لكنها في نظر بعض الناس، مجرد وسواس، بتلك الأفكار، التي تعتقد باختصار، أن المواطنين هم آدميون مكرمون، لأنهم بكل بساطة موريتانيون، أحياء و قد يرزقون.
والراجح أنهم لا يرزقون، وهو ما اتفق عليه المفسدون، وجاء في إنجيل الفساد، من سفر سياسة العباد، ما حرفه: "من سار في ركابنا فهو المعصوم ومن جفانا فهو المشئوم " ، وزاد المحروق في نسخته: "عليه تتنزل اللعنات، المحرقات، الماحقات، إذا قطع الصلات، والصفقات المشبوهات، أو قلل الوزارات، أو أصلح شأن القضاة، أو حرم الاستحواذ على الممتلكات، بقوة الأحكام الجائرات، أو حارب الرشوات، والوساطات، أوفتش عن الوظائف الوهميات، أو سن التصريح بالممتلكات.

وزاد مولود المعتز باليهود، على هامش تفسيره لإنجيل الفساد سفر نبؤات في النهايات "انه اذا انفض ملك الرائع السامع الطائع وكثر ذكر الانقلاب وتعددت الأحزاب فقد بدأ الخراب"
وفي ذكر جلاء المفسدين يقول :يأتي عليكم زمان يظهر فيكم رجل من بني شيبان, ينتسب لملك الحيوان كنتم تحسبونه من الأعوان لكنه خان واكل من شجرة المصلحين .
فألهم حكمتين: دعاء للرئاسة مرتين وتعويذت إحراق المفسدين.
عندها يقول الفقراء المحرومون والبائسون المهمشون :الحمد لله الذي لم يجعل لنا من الأمر محال وأعزنا بعد إذلال, ورزقنا هيبة الرجال اللهم إنا نعوذ بك من شر المآل و من شر كزوال.